إضراب 4 مايو

الأحد، ٢٣ مارس ٢٠٠٨

يا قلبي يا كُتكُت..يا ما لسه هتشوف و تسكت

نشرت هذه المسرحية الصغيرة في مدونة أسيوط و أنشرها هنا مرة أخرى


-أحداث هذه المسرحية حقيقية-

المكان: طريق القاهرة – شرم الشيخ
الزمان: الرابعة من صباح اليوم التالي لتفجيرات شرم الشيخ الإرهابية
المشهد: أتوبيس "بغل الدلتا" أو "حلوف الصعيد" – مش مهم – رابض كديناصور من العصر الطباشيري, متعطلا والسائق البائس وتبّاعه يحاولان إصلاحه.
معظم الركاب خارج الأتوبيس وجميعهم ذاهبون إلى شرم الشيخ وإن اختلفت الأسباب، منهم من هو ذاهب يستلم جثة ابن أو أخ, ومنهم من هو ذاهب ليبحث عنه, وبالتأكيد امرأة حامل على وشك الوضع.
إذن فالخلفية الصوتية عبارة عن مجموعة من البكاء والعويل والتهانف والتمخط.
ووسط كل هذا نرى أبطال مسرحيتنا الصغيرة...ضابط مجند شاب بالقوات المسلحة وعروسه عازمان على قضاء شهر العسل – أربعة أيام فقط – في شرم الشيخ على اعتبار أننا لا نتحرك إلا بعد حدوث الكوارث و لذلك بعد التفجيرات سوف تصبح شرم الشيخ أأمن بقعة على أرض المحروسة.
هاتف شركة "بغل الدلتا" أو "حلوف الصعيد" لا يرد طبعا فالبغال والحلاليف لا ترد على الهواتف كما نعلم.
الضابط الشاب للسائق (متناولا هاتفه المحمول): هتصل بـالنجدة يمكن ألاقي حد صاحي.
السائق: كام رقم النجدة دي؟
الضابط الشاب: ما تاخدش في بالك.
جرس متقطع و لا مجيب.
محاولة أخرى...جرس متقطع...ثم صوت متراخ يجيب من الطرف الآخر "ألو" مختلطا مع صوت فاتن حمامة تتساءل في براءة "وين هنادي يا امّاي؟".
الضابط الشاب: في طريق القاهرة – شرم الشيخ.
الطرف الآخر: أفندم؟
الضابط الشاب: لا مؤاخدة...أنا النقيب فلان الفلاني.
الطرف الآخر: أؤمر يا فندم (يظنه ضابط شرطة).
الضابط الشاب:الأمر لله يا سيدي..احنا في أتوبيس "بغل الدلتا" او "حلوف الصعيد" – مش فاكر بالظبط – و اتعطل بينا في طريق القاهرة – شرم...و تليفون الشركة مش...
الطرف الآخر: تيت تيت تيت!
الضابط الشاب (مندهشا): شكله الخط قطع. لما أجرب تاني.
جرس متقطع و لا مجيب.
جرس متقطع و لا مجيب.
جرس متقطع و لا مجيب.
جرس متقطع ثم الطرف الآخر يرفع السماعة.
الطرف الآخر: "يا فاجرة!!" - من عم هنادي طبعا - ثم "ألو" بنفاذ صبر.
الضابط الشاب: أنا النقيب فلان اللي كلمتك من شوية بس الخط قطع...كنت بقول ان الأتوبيس عطلان و احنا معانا...
الطرف الآخر: معاكم ربنا...تيت تيت تيت!
الضابط الشاب: $%&*#@!!
العروس: إيه؟...قالولك إيه؟
الضابط الشاب: قالولي تيت تيت تيت!
السائق: بتقول حاجة يا باشا؟
النهاية

5 تعليقات:

Blogger عين فى الجنة يقول...

هذا مشهد مضغوط جدا من المسرحية الكبيرة

الأربعاء, مارس ٢٦, ٢٠٠٨  
Blogger موناليزا يقول...

ده اقل واجب
مرة حصل انهيار فى عمارة كان فيها كوافير طبعا العمارة منهارة يعنى كل اللى فيها بين الحياة والموت فقامت واحدة من تحت الانقاض تتصل برقم النجدة وقالت اللى حصل وبتطلب النجدة رد عليها بكل بساطة "وانا هعملك ايه؟ واغلق السكة

الخميس, مارس ٢٧, ٢٠٠٨  
Anonymous غير معرف يقول...

أشكرك يا أحمد .. مدونة رائعة فعلا، واعتمادك على الصور (بعضها مؤلم) أثراها وجعلها لا تقاوم .. أعتقد أنني سأزورها بكثرة ..

لا أعرف كيف يوقعون لكنني د. أحمد خالد توفيق الذي أرسلت له عنوان مدونتك ...

الخميس, مارس ٢٧, ٢٠٠٨  
Blogger Hook يقول...

لا يحتاج المرء إلى رؤية توقيع حتى يعلم أن كاتب السطور هوه د. أحمد خالد توفيق. يكفي بعض الكلمات - و الجمل الاعتراضية - مع الكثير من علامات التعجب حتى أتيقن من ذلك!
على أية حال يكفي أن تنشأ حسابا على الجي ميل و تربطه بالبلوجر, فيمكنك التعليق على المدونات باسمك, بل و إنشاء مدونة أيضا.
شرفت كثيرا بهذه الزيارة, و لكني أعتذر مقدما فلن تجد الكثير من الـ "فالهالا" و الـ"نازكا" هنا للأسف. :-)

الخميس, مارس ٢٧, ٢٠٠٨  
Blogger Cleo يقول...

فعلا.. البلد بلدهم وهم أحرار... يتعبوا نفسهم عشاننا ليه!! المرة الجاية ابقوا فكوا عن كيسكم وروحوا شرم الشيخ بالطيارة.. واللى ماعوش مايلزموش.. مالها جمصة؟؟ إفففففففف

--------------

ردا على موناليزا.. كنا نسكن فى عمارة فى مصر الجديدة وفى المبنى المجاور لنا يسكن عدد من الأسر والعمارة مليئة بالأطفال.. وكان فى الدور الأرضى شقة استخدمها صاحبها لتخزين كمية هائلة من مواد الطلاء القابلة للاشتعال.. حتى وقع المحظور واشتعلت تلك الشقة وامتدت النيران لمدخل العمارة وأصبح السكان جميعا سجناء فى هذه المحرقة.. بابا أخذته الشهامة وقام رافع سماعة التليفون يطلب المطافى.. الراجل رد عليه بمنتهى البرود "اتصل كمان 10 دقايق.. أصل ماعيش قلم دلوقتى"

!!!!!

الخميس, مارس ٢٧, ٢٠٠٨  

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية