إضراب 4 مايو

الجمعة، ٣١ أغسطس ٢٠٠٧

300

300poster2


شاهدت هذا الفيلم منذ فترة ليست بالبعيدة و من حينها أردت أن أكتب عنه. الفيلم يحكي قصة 300 جندي إسبرطي – نسبة لإسبرطة – قرروا مواجهة جيوش بلاد فارس و التي تريد من إسبرطة أن تذعن لهم. الفيلم أعتبره من عينة الأفلام الهوليودية التي تريك بوضوح, و بكل صراحة أحيانا, مدى العلاقة الوثيقة بين هوليوود و صناع السياسية الأمريكية و خاصة البنتاجون.
تعالوا نتابع معا قصة الفيلم.
"ليونايدس" هو الملك الإسبرطي الذي يرفض الخضوع للفرس الدمويين, و الذين يريدون لبلاده أن تخضع لهم, فيقرر أن يحاربهم بعد أن يقتل رسلهم. لا أدري إن كان الأمريكيون يعلمون أن قتل رسل الدول – الذين هم كالسفراء اليوم – عملا خسيسا أم لا. و لكن لا يبدو أن الفيلم يعير انتباها لهذا.


300


و لكن "ليونايدس" الجبار يجد عقبة في أن يبدأ الحرب, تتمثل في مجلس حكماء إسبرطة - و الذين يبدون كقطاع الطرق في الفيلم - و الذين يجب أن يأتوه بموافقة الآلهة على هذه الحرب. و آلهتهم لا تتحدث لهم مباشرة بل عن طريق فتاة أو فتيات عذراوات بعد أن – لا مؤاخذة – يضاجعوها!
و في النهاية أعلن الحكماء أن الآلهة لا تبارك هذه الحرب. و لكن "ليونايدس" المغوار يقرر أن يخالف الآلهة و يخرج لمحاربة الفرس, متحايلا على القانون الذي يلزم الملك بأن يخضع لحكم الآلهة, و لهذا أخذ 300 جندي من رجاله للتدريب خارج إسبرطة بينما هو ينوي القتال.
و من الخلال الحرب و أحداث الفيلم, تتحفنا هوليوود بالمؤثرات البصرية الخارقة كالعادة و يتحفنا السيناريو بمواقف درامية و إنسانية تجعلك من بداية الفيلم إلى نهايته الحزينة بهزيمة ال 300 إسبرطي, تجعلك تتبنى موقفهم و ملكهم "ليونايدس".



300_cover


و لكن لنتمعن الآن في إسقاطات – تشبيهات – الفيلم.
أليس الفرس يمثلون قوى الإرهاب التي تحاربها الولايات المتحدة اليوم؟ أليس "ليونايدس" الجبار هو – اسم النبي حارسه – جورج بوش الابن؟ أعلم أن تلك الإسقاطة الأخيرة تدعو للسخرية. أليس مجلس الحكماء الشهواني و النصاب أيضا هم الأصوات المنادية بخروج الجيش الأمريكي من العراق و أفغانستان؟ أليست الهزيمة في آخر الفيلم هي هزيمة أمريكا في العراق بعدم تحقيق أهدافها؟ طبعا لا يستطيع صناع الفيلم أن ينكروا الهزيمة في العراق و لكنهم يريدون تغيير وعي المشاهد الأمريكي من "هؤلاء الحمقى الذين ذهبوا إلى العراق و انهزموا" إلى أولئك الأبطال المغاوير قاتلوا بشجاعة و بسالة في العراق و لكنهم أدوا ما عليهم".



not_300_santoro


الفيلم أيضا يظهر ملك الفرس زنجيا و هذا خطأ فادح, فالفرس لم يكونوا زنوجا, و الزنوج هناك بالتأكيد كانوا عبيدا و ليسو ملوكا! و لكن يبدو أن صناع الفيلم أرادوا أن يضعوا الملونين في خانة الأشرار. أن يظهر زنجيا في فيلم في إحدى حواري نيويورك يبيع المخدرات و يسطو على محلات البقالة فهذا طبيعي حيث أن الإحصاءات الأمريكي تظهر أنه الزنوج فعلا تنتشر فيهم الجريمة. و لكن أن يأتي فيلم بالفرس و يظهرهم كدمويين و استعماريين و بغضاء ثم يضع عليهم ملكا زنجيا فهذه سقطة عنصرية تحتسب على الفيلم.
ربما يرى البعض أن هذا إغراق في التمعن و ربط بين الفيلم و الأحداث الجارية بما لا داعي له, و لكن أنظر إلى توقيت عرضه أيضا.

6 تعليقات:

Blogger Ehab يقول...

عزيزى هوك موضوع جميل جدا اوافقك على أغلب مافيه
لا أدرى إن كنت قد رأيت النسخة الأولى من الفيلم والتى كانت فى السبعينات
اعتقد أنها كانت أكثر واقعية ونزاهة من هذه النسخة خاصة أنها قصة حقيقية حدثت بالفعل فلم يكن من المناسب تحميل أحداثها أكثر مما تستحق
الفيلم لم يعجبنى بالفعل نظرا لكم الإسقاطات والإيحاءات
يبدو ان الأمريكان قد فقدوا عقولهم وأصبح مرضى بعقدة الاضطهاد مثل حلفائهم البعدا إياهم

السبت, سبتمبر ٠١, ٢٠٠٧  
Blogger Hook يقول...

لا ماشفتش الفيلم بتاع السبعينات...انت اثرت فضولي...
انا اللي اعرفه هوه ان الفيلم ده مأخوذ عن قصة مصورة "كوميكس"

السبت, سبتمبر ٠١, ٢٠٠٧  
Blogger Cleo يقول...

رغم أنى لم أشاهد الفيلم،لكن تحليلك لما جاء فيه مقنع تماما زبخاصة لماتبعى الأفلام الأمريكية. الملاحظ أيضا والذى يعكس قمة العنصرية وكراهية الأخر فى الشخصية الأمريكية هو أنه فى الكثير من الأفلام تجد أن شرير الفيلم "ذا باد جاى" أجنبى فهو إما ألمانى نازى، أو زعيم عصابة صينى أو قاتل مأجور لاتينو أمريكى أو عربى إرهابىز والأدهىمن ذلك أنه فى الكثير من الأحيان وبدون مبرر منطقى نجد الشرير يتحدث بكلنة فرنسية أو بريطانية (لو مش مصدقنى شوف فيلم لايون كينج مرة أخرى ستجد أن "سكار" هو الوحيد تقيبا الذى يتحدث بلكنة بريطانية فى الفيلم).

كان لى تعليق وتحليل مماثل منذ عدة أعوام عن فيلم مارس أتاكس نشرتها فى أحد المنتديات وهاكم الوصلة:

http://www.egyptiantalks.org/invb/index.php?showtopic=13773&hl=

بس براوة عليك يا هوك :-)

الأربعاء, أكتوبر ٣١, ٢٠٠٧  
Anonymous غير معرف يقول...

بالاضافة الى ما قاله ((المفكر)) هوك
اود ان اقول ان الفبلم له فكر علماني يكاد يصل لدرجة الالحاد...

فقد قام صانعوا الفيلم ب:
1)تقديم رجال الدين باحقر صورة ممكنة ((مرتشون,مصابون بهوس جنسي,قبيحي المظهر,....
2)تنفير المشاهد من الالهة عن طريق ما سبق وكذلك تنفيره من فكرة الاله عن طريق تقديمه لملك الفرس في صورة من يظن في نفسه الالوهية

يدعم الافكار السابقة عدة مشاهد :
1)حوار الملك مع الكهنة اثناء عرضه خطة الحرب عليهم...
يقول الكاهن للملك ك((ثق بالالهة))...فيرد الملك ((افضل ان اثق بعقلي))
2)مشهد العاصفة التي تعرض لها اسطول الفرس وفرح الجنود بها وتاكيدهم على ان زيوس ((بيظبط الفرس))...وطبعا الوحيد الذي لم يكن يهلل لهذا النصر القادم من السماء هو الملك ((ابو عقله))...وطبيعي ان نجد الاسطول سليم في الصباح بعد انتهاء العاصفة ...((نظام الالهة ما عملتش حاجة والملك -ابو عقله - كان عنده حق))
3) رفض الملك الاسبرطي لعرض ملك الفرس ..حينما طالبه بالسجود نظير ان ينصبه ملك على اليونان كلها..((و واخدين بالكم من السجود دي,))

على الرغم من كل ما سبق الا ان مخرج الفليم يقوم في النهاية بعرض موت ملك اسبرطة كانه مصلوب في لقطة شبيهة بلوحة زيتية
ده اللي انا فاكره دلوقتي
وبس خلاص

بلومايند

الأحد, نوفمبر ٠٤, ٢٠٠٧  
Blogger Hook يقول...

مفكر مين يا باشا ده احنا غلابة
:-P

الأحد, نوفمبر ٠٤, ٢٠٠٧  
Blogger Unknown يقول...

الفيلم اكثر من رائع على مستوى الخدع و المثرات البصريه و الصوتيه.. يعني الشكل زي ساندوتش الهمبورجر كده حاجه تفتح النفس..
انما المضمون اوافقك الرأي فيه .. ساندوتش هاموبرجر شكله حلو اه لكن مسنوع من لحم الفئران..

الاثنين, نوفمبر ١٩, ٢٠٠٧  

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية