المملكة
قبل أن أشاهد فيلم المملكة, كنت أتصور أنه سيغني نفس الموال الذي تغنيه أفلام هوليود حين تتحدث عن العرب و المسلمين. و لكن حين شاهدته أعتقد أنه جاء متوازنا إلى حد كبير.
لندخل إلى لب الموضوع مباشرة. المملكة يحكي عن عملية إرهابية تتم في إحدى مجمعات الأجانب في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية فترسل المباحث الفيدرالية الأمريكي إحدى فرقها للتحقيق في الجريمة.
السطر السابق قد يجعلك تظن أن تتيمة الفيلم هي أن السعوديون لا يستطيعون التحقيق و التقصي بمفردهم فاستاعنوا بالأمريكان ليقوموا بذلك. و لكن للأمانة لم تكن تلك تيمة الفيلم. بل أن بطل الفيلم الأمريكي قالها للأمير السعودي في الفيلم بكل وضوح "أمريكا ليست مثالية, و لكننا جيدون في تلك الأمور".
أول ما يلفت انتباهك للفيلم لو كنت قد رأيت السعودية قبل ذلك هي مدى تطابق مواقع التصوير مع السعودية من أشكال العمارات و اجهزة التكيف الشباك المنتشرة هناك إلى ثياب رجال الأمن السعودي و الجو الحار للتصوير في المواقع الخارجية, مما ينقلك بنجاح إلى أجواء السعودية.
قام بدور العقيد السعودي "فارس الغازي" الممثل الاسرائيلي من عرب 48 "أشرف برهوم" و الذي كان قد شارك في الفيلم الفلسطيني "الجنة الآن". و الحوارات العربية التي جاءت في الفيلم جاءت باللهجة السعودية لأهل الرياض مما يشي باستعانتهم بمراجع للهجة و لكن لكنة "أشرف برهوم" جاءت مزيج بين النطق الفلسطيني و المصري على الرغم من اجتهاده التحدث باللهجة الخاصة بأهل الرياض.
بشكل عام لم أشاهد ممثلا متميزا في الفيلم يستعرض عضلاته التمثيلية. شاهدت فيلما من أفلام الأكشن صالح للاستهلاك لمرة واحدة فقط.
في بداية الفيلم بفقد البطل أحد أصدقائه في العملية الإرهابية و لكنه يواسي زوجة أو صديقة الفقيد و يهمس في أذنها بأنه سيقتلهم جميعا. ستحتار في كلمة جميعا هذه قليلا. هل هو يقصد الارهابيين أم السعوديين أم المسلمين. و لكن في نهاية الفيلم نجد أن زعيم الارهابيين يهمس بنفس الكلمة قبل أن يموت لحفيده.
و لكن بطل الفيلم الأمريكي طبعا بعد كان يريد ان يقتلهم جميعا فهو في نهاية الفيلم يبكي العقيد السعودي "فارس" حين يموت بين يديه و يواسي ابنه الصغير و يخبره أن أباه كان صديقا له, كمثال لاختلاف الأفكار حين تعاشر بشرا و تحتك بهم عن ان تسمع عنهم من تقارير صحفية أو مرئية.